لاسيما
ذكرنا في مواضع خبر " لا " النافية للجنس أنه يكثر حذفه بعد تركيب لاسيما .
نحو : أقدر الأصدقاء ولاسيما الأصدقاء الأوفياء .
ونحو : أحب الفاكهة ولاسيما فاكهة ناضجة .
لا : نافية للجنس تعمل عمل إن .
سي : اسم لا منصوب بالفتحة ، وسي مضاف .
ما : اسم موصول مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، أو نكرة موصوفة في محل جر مضاف إليه أيضا ، وقد تكون " ما " زائدة ، وخبر لا محذوف وجوبا تقديره : موجود .
والجملة الواقعة بعد " ما " الموصولة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ، وبعد " ما " الموصوفة في محل جر صفة .
والاسم الواقع بعد لاسيما إما أن يكون معرفة كما في المثال الأول ، أو نكرة كما في المثال الثاني .
فإن كان معرفة جاز فيه وجهان من الإعراب ، وأجاز بعضهم ثلاثة وجوه على النحو التالي : ــ
1 ـ الرفع باعتباره خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هم الأصدقاء ، وما موصولة ، أو موصوفة .
2 ـ الجر بالإضافة إلى " سي " وما زائدة .
أما الوجه الثالث الذي أجازه بعض النحاة ، إذا كان الاسم الواقع بعد لاسيما معرفة هو :
النصب على أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره : أحب ، أو أعني .
أو منصوب على اعتبار " لاسيما " بمنزلة " إلا " الاستثنائية ، وما زائدة ، وكلا الوجهين ضعيف عند أكثر النحاة .
وإن كان الاسم الواقع بعد لاسيما نكرة .
نحو : أحب القراءة ولاسيما قراءة متأنية .
جاز فيه ثلاثة أوجه إعرابية هي : ـ
1 ـ الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره : هي قراءة .
و " ما " إما موصولة ، وما بعدها صلة الموصول ، أو موصوفة وما بعدها في محل جر صفة . وما في كلا الحالتين في محل جر بالإضافة .
2 ـ النصب على التمييز ، وما زائدة .
3 ـ الجر بالإضافة ، وما زائدة أيضا .
تنبيه :
1 ـ ذكر صاحب شرح الكافية أن الواو الداخلة على لاسيما ، كما في قولهم :
أقدر العلم ولاسيما علما نافعا .
واو اعتراضية ، إذ هي وما بعدها بتقدير جملة مستقلة {1} .
2 ـ قال الأندلسي لا ينتصب بعد لاسيما إلا نكرة ، ولا وجه لنصب المعرفة ، وهذا القول مؤذن منه بجواز نصبه قياسا على أنه تمييز لأن " ما " بتقدير التنوين ، كما في كم رجلا ، إذ لو كان بإضمار الفعل لاستوى المعرفة والنكرة {2} .
ـــــــــــــــــ