-10-
الرحيل انتهى
من يغطّي حبيبي
كيف مرَّ المساء المفاجئ
كيف اختفى
في عيون حبيبي؟
الرحيل انتهى.
أصدقائي يمرون عني.
أصدقائي يموتون فجأة
الرحيل انتهى
في جناح السنونو.
الرحيل ابتدأ
حين فرَّ السجين.
ما عرفتُ الضياع
في صرير السلاسل
كان لحمي مشاع
كسطوح المنازل
لعدوّي ، ولكن
ما عرفت الضياع
في صرير السلاسل
أصدقائي يمرّون عني
أصدقائي يموتون فجأة.
-11-
أداعب الزمن
كأمير يلاطف حصاناً.
وألعبُ بالأيام
كما يلعب الأطفال بالخرز الملوَّن.
إني أحتفل اليوم
بمرور يوم على اليوم السابق
وأحتفل غداً
بمرور يومين على الأمس
وأشرب نخب الأمس
ذكرى اليوم القادم
وهكذا... أُواصل حياتي!
عندما سقطتُ عن ظهر حصاني الجامح
وانكسرت ذراعي
أوجعتني إصبعي التي جرحت
قبل ألف سنة!
وعندما أحييت ذكرى الأربعين لمدينة عكا
أجهشت في البكاء على غرناطة
وعندما التفَّ حبل المشنقة حول عنقي
كرهت أعدائي كثيراً
لأنهم سرقوا ربطة عنقي!
-12-
نرسم القدس :
صليب واقف في الشارع الخلفيَ. شيء يشبه البرقوق
والدهشة من خلف القناطرْ
وفضاء واسع يمتدُّ من عورة جنديّ إلى تاريخ شاعر.
نكتبُ القدس :
عاصمة الأمل الكاذب... الثائر الهارب... الكوكب
الغائب. اختلطتْ في أزقَّتها الكلماتُ الغريبةُ،
وانفصلتْ عن شفاه المغنّين والباعةِ القُبَلُ السابقةْ.
قام فيها جدار جديد لشوق جديد، وطروادةُ
التحقتْ بالسبايا. ولم تَقُل الصخرةُ الناطقةْ
لفظةً تُثبِتُُ العكس. طوبى لمن يجهضُ النار في الصاعقةْ!.
ونغني القدسَ :
يا أطفالَ بابلْ
يا مواليد السلاسلْ
ستعودون إلى القدس قريباً
وقريباً تكبرون.
وقريباً تحصدون القمح من ذاكرة الماضي
قريباً يصبح الدمع سنابل.
آه، يا أطفال بابل
ستعودون إلى القدس قريباً
وقريباً تكبرونً.
وقريباً
وقريباً...
هلّلو يا
هلّلو يا!