منتديات مدرستي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتـــديات مدرستي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 مزامير ....... من ديوان " أحبك أولا أحبك "

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
قمر الزمان
مشرف على المنتدى
مشرف على المنتدى
قمر الزمان


عدد الرسائل : 289
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 30/08/2008

مزامير ....... من ديوان " أحبك أولا أحبك " Empty
مُساهمةموضوع: مزامير ....... من ديوان " أحبك أولا أحبك "   مزامير ....... من ديوان " أحبك أولا أحبك " I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 12, 2008 3:39 pm

أُحبُّكِ، أولا أُحبُّكِ –
أذهبُ، أترك خلفي عناوين قابلةً للضياعْ.
وأنتظر العائدين، وهم يعرفون مواعيد موتي ويأتون.
أنتِ التي لا أُحبُّك حين أُحبًّك، أسوارُ بابل
ضيِّقَةٌ في النهار، وعيناك واسعتان، ووجهك
منتشر في الشعاع.
كأنكِ لم تولدي بعد. لم نفترق بعد. لم تصرعيني.
وفوق سطوح الزوابع كل ُّكلام جميل، وكلُّ
لقاء وداع.
وما بيننا غيرُ هذا اللقاء، وما بيننا غير هذا الوداع.
أُحبُّك، أو لا أحبُّك –
يهرب مني جبيني، وأشعر أنك لا شيء أو كل شيء
وأنك قابلة للضياع.


أُريدكِ، أو أُريدكِ –
إنَّ خرير الجداول محترقٌ بدمي. ذات يوم أراك،
وأذهب.
وحاولتُ أن أستعيد صداقةَ أشياء غابت – نجحت
وحاولت أن أتباهى بعينين تتسعان لكل خريف –
نجحت – وحاولتُ أن أرسم اسماً يلائم زيتونةًً
حول خاصرةٍ – فتناسَلَ كوكبْ.
أُريدك حين أقول أنا لا أُريدك...
وجهي تساقط. نهرٌ بعيدٌ يذوبُ جسمي. وفي السوق
باعوا دمي كالحساء المعلَّب.
أُريدك، حين أقول أُريدك-
يا امرأة وَضَعَتْ ساحل البحر الأبيض المتوسط في
حضنها... وبساتين آسيا على كتفيها... وكلَّ
السلاسل في قلبها.
أُريدك، أو لا أُريدك –
إنَّ خرير الجداول. إنَّ حفيف الصنوبر. إنَّ هدير
البحار. وريشَ البلابل محترقٌ في دمي – ذات
يوم أراك، وأذهب.


أُغنّيك، أو لا أُغنيك –
أسكتُ. أصرخُ. لا موعد للصراخ ولا موعد
للسكوت. وأنتِ الصراخ الوحيدُ وأنتِ السكوت
الوحيدْ.



تداخل جلدي بحنجرتي. تحت نافذتي تعبر الريح

لابسةً حَرَساً. والظلامُ بلا موعد. حين ينزل
عن راحتيَّ الجنودْ
سأكتبُ شيئاً...
وحين سينزل عن قدميَّ الجنود
سأمشي قليلاً...
وحين سيسقط عن ناظريِّ الجنود
أراك... أرى قامتي من جديد.
أُغنّيك، أو لا أُغنّيك
أنت الغناء الوحيد، وأنت تُغنيّنني لو سكتُّ. وأنت
السكوتُ الوحيد.


-2-
في الأيام الحاضرة
أجد نفسي يابساً
كالشجر الطالع من الكتب
والريح مسألة عابرة.
أُحارب... أو لا أُحارب؟
ليس هذا هو السؤال
المهمّ أن تكون حنجرتي قويَّة.
أعمل... أو لا أعمل؟.
ليس هذا هو السؤال
المهمّ أن أرتاح ثمانية أيام في الأسبوع
حسب توقيت فلسطين.
أيها الوطن المتكرر في الأغاني والمذابح،
دُلِّني على مصدر الموت
أهو الخنجر... أم الأكذوبة؟

لكني أذكر أن لي سقفاً مفقوداً
ينبغي أن أجلس في العراء.
ولكيلا أنسى نسيم بلادي النقي
ينبغي أن أتنفس السل
ولكي أذكر الغزال السابح في البياض
ينبغي أن أكون معتقلاً بالذكريات.
ولكيلا أنسى أن جبالي عالية
ينبغي أن أُسرِّح العاصفة من جبيني.
ولكي أُحافظ على ملكية سمائي البعيدة
يجب ألاّ أملك حتى جلدي.


أيها الوطن المتكرر في المذابح والأغاني
لماذا أُهرِّبك من مطار إلى مطار
كالأفيون...
والحبر الأبيض...
وجهاز الإرسال؟!
أُريد أن أرسم شكلك.
أيها المبعثر في الملفات والمفاجآت
أُريد أن أرسم شكلك
أيها المتطاير على شظايا القذائف وأجنحة العصافير
أريد أن أرسم شكلك
فتخطف السماءُ يدي.
أريد أن أرسم شكلك
أيها المحاصر بين الريح والخنجر
كي أجد شكلي فيك
فأُتَّهم بالتجريد وتزوير الوثائق والصور الشمسية
أيها المحاصر بين الخنجر والريح.

ويا أيها الوطن المتكرر في الأغاني والمذابح
كيف تتحول إلى حلم وتسرق الدهشة
لتتركني حجراً.
لعلَّك أجمل في صيرورتك حلماً
لعلَّك أجمل!...

لم يبق في تاريخ العرب
اسم أستعيره
لأتسلَّل به إلى نوافذك السريَّة.
كل الأسماء السرية محتجزة
في مكاتب التجنيد المكيَّفة الهواء
فهل تقبل اسمي –
اسمي السري الوحيد –
محمود درويش؟
أما اسمي الأصلي
فقد انتزعته عن لحمي
سياطُ الشرطة وصنوبرُ الكرمل

أيها الوطن المتكرر في المذابح والأغاني
دُلَّني على مصدر الموت
أهو الخنجر
أم الأكذوبة؟!


-3-
يومَ كانتْ كلماتي
تربةً...
كنتَ صديقاً للسنابلْ.
يومَ كانت كلماتي
غضباً...
كنت صديقاً للسلاسل
يوم كانات كلماتي
حجراً...
كنتُ صديقاً للجداول.
يومَ كانت كلماتي
ثورةً...
كنت صديقاً للزلازل
يوم كانت كلماتي
حنظلاً...
كنتُ صديقَ المتفائل
حين صارت كلماتي
عسلاً...
غطَّى الذباب
شفتيَّ!...


-4-
تركت وجهي على منديل أُمّي
وحملت الجبال في ذاكرتي
ورحَلْت...
كانت المدينة تكسر أبوابها
وتتكاثر فوق سطوح السفن
كما تتكاثر الخضرة في البساتين التي تبتعد...
إنني أتَّكئ على الريح
يا أيتها القامة التي لا تنكسر
لماذا أترنَّح؟ ... وأنت جداري
وتصقلني المسافة
كما يصقل الموتُ الطازج وجوهَ العُشّاق
وكلما ازددتُ اقتراباً من المزامير
ازددتُ نُحولاً...
يا أيتها الممرات المحتشدة بالفراغ
متى أصل؟...
طوبى لمن يلتفُّ بجلده!
طوبى لمن يَتذكَّر اسمه الأصليَّ بلا أخطاء!
طوبى لمن يأكل تفاحة ولا يصبح شجرة.
طوبى لمن يشرب من مياه الأنهار البعيدة
ولا يصبح غيماً!
طوبى للصخرة التي تعشق عبوديتها
ولا تختار حرية الريح!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مزامير ....... من ديوان " أحبك أولا أحبك "
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مدرستي :: ( المنتدى الأدبي ) :: المنتدى الإبداعي-
انتقل الى: